[c]أما زوجها فقد جاوز الأربعين
مدمن خمر يسكر فيضربها هي وبناتها ويطردهم..جيرانهم يشفقون عليهم ويتوسلون إليه ليفتح لهم..[color:b55a=orange-red]يسهر ليله سكرا..وتسهره هي بكاء ودعاء..كان سيء الطباع..سكن بجانبهم شاب صالح فجاء لزيارة هذا السكير فخرج إليه يترنح فإذا شاب ملتح وجهه يشع نورا فصاح به:ماذا تريد؟قال:جئتك زائراً!فصرخ:[color:b55a=orange-red]لعنة الله عليك ياكلب..هذا وقت زياره!وبصق في وجهه..مسح صاحبنا البصاق وقال:عفواً آتيك في وقت آخر..مضى الشاب وهو يدعو ويجتهد..ثم جاءه زائراً..فكانت النتيجة كسابقتها..حتى جاء مرة فخرج الرجل مخمورا وقال:ألم أطردك..لماذا تصر على المجيء؟!فقال:أحبك وأريد الجلوس معك..فخجل وقال:أنا سكران..قال:لابأس اجلس معك وأنت سكران..دخل الشاب وتكلم عن عظمة الله والجنة والنار..[color:b55a=orange-red]بشره أن الله يحب التوابين..كان الرجل يدافع عبراته..ثم ودعه الشاب ومضى..ثم جاءه فوجده سكرانا فحدثه أيضا بالجنة والشوق إليها..وأهدى إليه زجاجة عطر فاخر ومضى..حاول أن يراه في المسجد فلم يأت..فعاد إليه فوجده في سكر شديد..فحدثه فأخذ الرجل يبكي ويقول:لن يغفر الله لي أبداً..[color:b55a=orange-red]أنا حيوان..سكّير لن يقبلني الله..أطرد بناتي وأهين زوجتي وأفضح نفسي..وجعل ينتحب..فانتهز الشاب الفرصه وقال:أنا ذاهب للعمرة مع مشايخ،فرافقنا..فقال:وأنا مدمن!!قال:لاعليك..هم يحبونك مثلي..ثم أحضر الشاب ملابس إحرام من سيارتهوقال:اغتسل والبس إحرامك..فأخذها ودخل يغتسل..والشاب يستعجله حتى لايعود في كلامه..خرج يحمل حقيبته[color:b55a=orange-red]ولم ينس أن يدس فيها خمرا..انطلقت السيارة بالسكير والشاب واثنين من الصالحين..تحدثوا عن التوبة..والرجل لايحفظ الفاتحه..[color:b55a=orange-red]فعلموه..اقتربوا من مكة ليلاً..فإذا الرجل تفوح منه رائحة الخمر..فتوقفوا ليناموا..فقال السكير:أنا أقود السياره وأنتم ناموا!![color:b55a=orange-red]فردوه بلطف..ونزلوا وأعدوا فراشه..وهو ينظر إليهم حتى نام..فاستيقظ فجأة فإذا هم يصلون..أخذ يتساءل:يقومون ويبكون وأنا نائم سكران..أذن للفجر فأيقظوه وصلوا ثم أحضروا الإفطار..وكانوا يخدمونه كأنه أميرهم..ثم انطلقوا..بدأ قلبه يرق واشتاق للبيت الحرام..دخلوا الحرم فبدأ ينتفض..سارع الخطى..أقبل إلى الكعبه[color:b55a=orange-red]ووقف يبكي:يارب ارحمني..إن طردتني فلمن ألتجيء!لاتردني خائبا..خافوا عليه..الأرض تهتز من بكائه..مضت خمسة أيام بصلاة ودعاء..وفي طريق عودتهم..فتح حقيبته وسكب الخمر وهو يبكي..وصل بيته..بكت زوجته وبناته..رجل في الأربعين ولد من جديد..استقام على الصلاة..لحيته خالطها البياض ثم أصبح مؤذناً..[color=orange-red]ومع القراءه بين الآذان والإقامه حفظ القرآن..[/